You are currently viewing Redha Saif

Redha Saif

قد لا يخفى على الكثيرين أن العيش في اليمن ليس بالأمر الهين وخصوصاً في الآونة الأخيرة من الأحداث المؤلمة التي تمر بها البلاد والتي تسببت بتردي معيشة المواطن أكثر من ذي قبل، ولكن ما لا يدركه معظم الناس هو الثقل الذي تزيده الحياة المزدوجة التي يعيشها المواطن اليمني على أفراد مجتمع الميم عين. ففي اليمن توجد دوماً معايير مزدوجة لما يمثل القيم والمبادئ وما هو أخلاقي عن غيره، فالمثلية متواجدة وحاضرة في ثقافة وتصرفات الأفراد وهي ما لحظته في فترة طفولتي. فهي هناك في مزاحهم، وفي غزلهم بل وحتى في علاقات الصحبة العادية مثل تشابك اليدين والغزل، بل وقد تصل حتى لتقبيل الرقبة ومحاكاة أوضاع حميمية مثل الجلوس على أحضان بعضهم البعض باعتبارها تصرفات عادية في صحبتهم، فطالما هي غير جدية وبشكل مازح فهي مقبولة، ولكن إن كانت تتضمن العاطفة وتقبل حقيقتك فهي جريمة نكراء قد يتم ملاحقتهم وضربك بشدة لتجاوزك “المزح” إن تم إلقاء القبض عليك.

ومن المفارقات المؤسفة هي ولع المجتمع لما يسمى “مليح” “أزرق” وخلافها من صفات غزل تطلق على الفتى فاتح البشرة ذو الشعر الكثيف والعينين الفاتحين، والذي غالباً ما يكون قاصراً، ولكن إن كان حباً صادقة لا يتطلب فيه عمر أو مظهر فهو الجريمة الأكثر بشاعة التي تؤدي لهدم “قيم ومبادئ” المجتمع التي وبشكل ساخر تنتشر فكرة خاطئة لدى الكثير من أوساطه أن تلمس الآباء لأعضاء أطفالهم تصرفات عادية ومن باب المزح المقبول وليست مصنفة كتحرش جنسي أو فعل شاذ منافي للأخلاق، وهو ما حصل لي بطفولتي والذي كلما ذكرته لصديق أواجه بالسخرية ونعتي بألقاب مثل “مبالغ” و”دراما كوين” والضحك غالباً، فملامسة أطفالك القُصَّر ومداعبتهم -ورغم الآثار الناتجة عنها في صحة الطفل النفسية-هي من الأمور التي لا يعيبها المجتمع ولا يراها منافيةً للقيم والمبادئ التي يتسبب حب بالغين راشدين حرين بهدمها

وتبقى الأسئلة الأكثر جلبة في رأسي هي

  • ما مدى فعالية هاته القيم والمبادئ ذات المعايير المزدوجة، التي لا تقبل علاقة صحية وتعتبرها منكراً في ذات الوقت التي لا تجرم فيها التحرش بالأطفال من قبل أهاليهم؟ 
  • هل تعود هذه القيم الممزوجة بأهواء متضاربة بأي فائدة للمجتمع ككل؟
  • إذا كان مجتمع الميم عين منشقاً عن المجتمع اليمني، فمن هو المجتمع اليمني إذاً؟

أوقات صعبة عشناها وتربينا عليها، ولكن الأمر الأكثر وضوحاً والذي لا يقبل الجدل هو أننا سنبقى دوما نقاتل لتصحيح هذه القيم والمبادئ لنصنع من اليمن مكان أفضل، فنحن وبعد كل شيء نبقى أفراداً من المجتمع اليمني، وسنبقى كذلك.

محبتي وكامل إخلاصي

Redha Saif

Leave a Reply